حاضر سيد الماضي والمستقبل

بسم الله الرحمن الرحيم

حاضر سيد الماضي والمستقبل




بسم الله أبدأ موضوعي الجديد معكم داعيا الله التوفيق لي ولكم
أيها الأخوه والأخوات الأعزاء
هل من أحد منكم يستطيع أن يعود بالزمن الي الوراء
هل منا من يستطيع أن يتحكم في الماضي ويسيطرعليه
الماضي ليس بأيدينا في حاضرنا لأنه فتره مرت وانقضت
فهو مجرد ذكريات بحلوها ومٌرها نتغني بها تاره ونعض أنامل الندم تاره أخري
نبحر في ماضينا لنسعد ونستلهم منه أجمل العبرات و القصص والذكريات المشوقه
أو نغرق فيه لنحزن ونندم ونتمني لو لم يكن لنا ماضي لما كان فيه من الآهات والآلام
وفي أي حال فات الميعاد فلا حلو الذكريات يعيدها ولا مُرها يمحوه من حياتنا
فماذا نملك من الزمان
هل نملك المستقبل؟؟
من قال أملك المستقبل فقد فقد عقله في الماضي
فمن يملك عمره لحظه واحده حتي يملك المستقبل؟
إذاً أيها الأخوه والأخوات ليس لنا سوي الحاضر
ليس لنا إلا يومنا فقط
إذا هذا اليوم هو سيد
لماذا هو سيد
لأنه كان بالأمس القريب ماضيا وكنا نقول عليه مستقبلا
ولكن ننتبه الي شئ هام
ماذا فعلنا في حاضرنا الذي نملكه
معادله بسيطه أيها الأخوه والأخوات
لو كان حاضرنا من نور عرفنا فيه طريق الهدايه والإستقامه وتقوي الله
لو كنا مخلصين لله طائعين تائبين عارفين أنه اذا ضاع العمر منا فلا يستئذنا
عندها أيها الأخوه والأخوات نكون قد ملكنا الماضي والحاضر والمستقبل
ربما كان الكلام متناقضا بعض الشئ
منذ قليل قلنا أن الماضي ليس بيدنا
أنا معكم
ونخرج من هذا التناقض بتذكر مقوله عمر بن الخطاب
فكان يجلس مع الصحابه ويفتخرويقول لهم أنا أكثركم حسنات
كيف ذلك يا عمر وكنت قبل إسلامك جبارا في الأرض فتاكا منكلاًُ بالمسلمين أشد تنكيل
قال له أصحابه كيف ذلك يا عمر
فقال لهم كنت أكثركم سيئات فبدل الله سيئاتي حسنات بعد إسلامي فأنا أكثركم حسنات
نعم يا عمر
ونعم لكل تائب من كل ذنب راجع أواب الي الله
يبدل الله له كل سيئاته التي أقترفها في الماضي حسنات
سبحان الله
إذا بذلك قد ملكنا الماضي والحاضر والمستقبل وما حاضرنا إلا ماكان بالأمس مستقبلا
حاضر سيد الماضي والمستقبل ونحن الملوك المتربعين علي عرشه
وما عرشه إلا تقوي الله والإعتصام بكتاب الله وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم

حاضر عبد الماضي والمستقبل

تناقض آخر وقعت فيه فمنذ ثواني قلنا عليه سيدا والآن نقول عبدا
أعتزر منكم أخواني وأخواتي
لكن ما قصه هذا التناقض
ماذا لو عاش الانسان علي المعصيه كل حياته ثم عاجلته المنيه وهو علي المعصيه
غدرت به الدنيا فمات قبل أن يتوب فكان له ماضي أسود وحاضرا داكنا وأما المستقبل
فقد فلت من بين أيامه ولم يدركه لأنه نسي أن هناك ملك الموت لا يستئذن من أحد
أذاً هو عاش عبدا للدنيا فلا توبه له في حاضره تصلح له مصائب ماضيه من الذنوب والمعاصي
ولم يدركه المستقبل بل أدركه الموت وهو مُلقي في مستنقع من الذنوب والمعاصي
فكيف بحاضر ذلك العاصي من سيد للماضي والمستقبل؟
بل كان عبدا للماضي والحاضر وضاع المستقبل منه علي غفله
بل هو العاصي من عاش عبدا للدنيا وكأنه سيخلد فيها ونسي الآخره
من عاش يسبح في مستنقع من الذنوب والغفله والمعاصي والشهوات
وحصره الموت علي المعصيه قبل أن يتوب فلا وقت حينئذٍ للتوبه والندم
وأخيرا أدعو نفسي المقصره لا والله بل العاصيه للإقلاع عن الذنوب والمعاصي
وأدعوكم جميعا لتجديد التوبه مع الله ليكون حاضرنا سيدا لماضينا ومستقبلنا ولكي
نكون ملوكا متربعين علي عرش من طاعه الله وتقواه معتصمين بكتاب الله وسنه رسوله
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته




منقوووووول