ibtissam المديرة
عدد المساهمات : 1131 تاريخ التسجيل : 31/01/2010 العمر : 28 الموقع : الجزائر
| موضوع: لا تخش غما ، ولا تشك هما ، ولا يصبك قلق الخميس أبريل 28, 2011 12:24 pm | |
| لا تخش غما ، ولا تشك هما ، ولا يصبك قلق الحمدلله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاالله وحده لا شريك له تعظيما لشانه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعيإلى رضوانه ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه .أما بعد : عباد الله :لو كلف كل واحد منا نفسه ، في أن يحرك جفنيه ، ليرى يمنة ويسرة ، مشاهدمتكررة ، من صرعى الغفلة وقلة الذكر ، أفلا ينظر إلى ظلمة البيوتاتالخاوية من ذكر الله تعالى ، أولا ينظر إلى المرضى المنكسرين ، أوكلهمالله إلى أنفسهم لما نسوه ، فلم يجبروا عظما كسره الله، وازدادوا مرضا إلىمرضهم ، أولا ينظر إلى المسحورين والمسحورات ، وقد تسللت إليهم أيديالسحرة والمشعوذين ، والدجاجلة الأفاكين ، فانتشلوا منهم الهناء والصفاء ،واقتلعوا أطناب الحياة الهادئة ، فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم . أو لا يتفكر الواحد منكم في أولئك المبتلين بمس الجان ومردة الشياطينيتوجعون ، ويتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء ، تتخبطهم الشياطين من المسفلا يقر لهم قرار ، ولا يهدأ لهم بال أرأيتم عباد الله لو كلف كل واحد منكم نفسه بهذا ، أفلا يُسائل نفسه أين هؤلاء البؤساء من ذكر الله عز وجل ؟! google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); أين هم جميعا من تلك الحصون المكينة ، والحروز الأمينة ، التي تعتقهم من عبودية الغفلة والأمراض الفتاكة ؟!! أما علم هؤلاء جميعا ، أن لدخول المنزل ذكرا وللخروج منه ؟!أما علموا أن للنوم ذكرا وللاستيقاظ منه ؟!أو ما علموا أن للصباح من كل يوم ذكرا ، وللمساء منه ؟ !بل حتى في مواقعة الزوج أهله ، بل وفي دخول الخلاء – أعزكم الله – والخروج منه ؟بل وفي كل شيء ذكر لنا منه الرسول صلوات الله وسلامه عليه أمرا ، علمه من علمه وجهله من جهله . والواقع أيها الناس ، أنه إنما خذل من خذل من أمثال هؤلاء الغافلين ،لأنهم على عجزهم وضعفهم ، ظنوا أنفسهم شيئا مستقلا ، لا سباق لهم في ميدانذكر الله ، بينما نجد آخرين عمالقة في قوتهم ، وهم من ذلك ، يرون أنفسهمصفرا من دون ذكر الله تعالى ، فكانت النتيجة أن طرح الله البركة واليمنعلى من ذكروه ، فنجوا وأفلحوا ، ورفع رضوانه وتأييده عمن اعتز بنفسه ،فتركه مكشوف السوءة عريان العورة . فاتقوا الله معشر المسلمين ، واعلموا وفقكم الله ، أن لسائل أن يسأل : ما بال ذكر الله سبحانه، مع خفته على اللسان وقلة التعب منه ، صار أنفع وأفضل ، من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها ؟ فالجواب : هو أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا ، وجعل لها أوقاتامحدودة ، ولم يجعل لذكر الله مقدارا ولا وقتا ، وأمر بالإكثار منه بغيرمقدار ، لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات ؛ لما ثبت عن النبي صلواتالله وسلامه عليه أنه قال :((خذوا جُنتكم . قلنا : يا رسول الله ، من عدوقد حضر ؟ قال : لا ، جنتكم من النار ، قولوا : سبحان الله ، والحمد لله ،ولا إله إلا الله، والله أكبر . فإنهن يأتين يوم القيامة منجبات ومقدماتوهن الباقيات الصالحات )) رواه الحاكم وصححه . ثم ليعلم كل مسلم صادق ، أن المؤثر النافع ، هو الذكر باللسان على الدوام، مع حضور القلب ؛ لأن اللسان ترجمان القلب ، والقلب خزانة مستحفظةالخواطر والأسرار ، ومن شأن الصدر ، أن ينشرح بما فيه من ذكره ، ويلذإلقاءه على اللسان ، ولا يكتفي بمخاطبة نفسه به في خلواته حتى يفضي بهبلسانه ، متأولا قول الله عز وجل : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودونالجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين [سورة الأعراف:205]. فأما الذكر باللسان ، والقلب لاه ، فهو قليل الجدوى ، قال رسول اللهصلواتالله وسلامه عليه : ((اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه )) رواهالحاكم والترمذي وحسنه . وكذا حضور القلب في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بالذكر ، والذهول عنه لحظات كثيرة ، هو كذلك قليلالجدوى؛ لأن القلب لا يخلو من الالتفاف إلى شهوات الدنيا ، ومن المعلومبداهة أن المتلفت لا يصل سريعا ؛ ولذا فإن حضور القلب على الدوام أو فيأكثر الأوقات هو المقدم على غيره من العبادات ؛ بل به تشرف سائر العباداتوهو ثمرة العبادات العملية . ولذا فإن رسول الله حذر من أن تنفض المجالس دون أن يذكر الله عز وجل فيهابقوله صلوات الله وسلامه عليه : (( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرونالله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة )) رواه أبوداود والحاكم . فهذا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يمقت مجالس الغافلين ، وينهى عن كلتجمع خلا من ذكر الله ، وأن المجالس التي ينسى فيها ذكر الله ، وتنفض عنلغط طويل ، حول مطالب العيش ، وشهوات الخلق ، في تهويش وتشويش ، وهمز ولمز؛ هي مجالس نتنة ، لا شيء فيها يستحق الخلود ، إنما يخلد ما اتصل بالآخرسبحانه وتعالى ، ولذا فقد قال صلوات الله وسلامه عليه : ((من جلس في مجلسفكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك . إلا كفر الله له ما كانفي مجلسه ذلك )) رواه الترمذي وابن ماجة فاتقوا الله أيها المسلمون ، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ، واتق اللهأيها المسلم الغافل ، فإن كنت بعد هذا ، قد أحسست أنك ممن قد فقد قلبه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بب غفلته ، فلا تيأس من وجوده بذكر الله فقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولاأولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون [سورة المنافقون:9]. منقــــــولفى رعايـــــة الله ... | |
|